وفي تاسع عشره، أتى إلى الشيخ علي المحتسب شخصان يخدمان شيخا معتقدا في جامع عمرو في مصر، يقال له: السفاري، وأخبراه أنه أمرهما أن يضعا في عنقه زنجيرا كان معهما وكذا في عنق نائبه عز الدين الأنبابي، وأنهما لا يقدران على مخالفة الشيخ؛ خوفا من ضرر يعجل لهما، فأخذهما، وطلع بهما إلى السلطان فضربهما يوم السبت العشرين منه، ضربا شنيعا، وأمرهما إلى المقشرة، ونودي عليهما، هذا جزاء من يتكلم بما لا يعنيه، وضرب والي مصر العتيقة، منصور بن علاء الدين علي الطبلاوي؛ لكونه مكنهما من الباشتين، والزنجير، فحلف له أنه لم يكن ذلك بعلمه، فلم [6] يصدقه، ثم أطلقه، وأمر والي القاهرة جانبك الساقي أن يحضر السفاري، فأرسل إليه دويداره، فأتاه، فإذا هناك خلق، قد ملأوا، جامع عمرو، فبلغه أن السلطان يريد رؤيته، فتغير حاله، وظهر عليه الجذب وخلط في الكلام ونقل أنه قال: إن السلطان يموت لتسعة عشر يوما، فأخبر السلطان أنه غير عاقل، فتركه ثم أخرج خادميه، من المقشرة بعد أيام.
صفحة ١١٥