قال أثيلستان: «بالطبع، وهو في أيدي رجال الشيطان بليعال الذين اجتاحوا هذه الغابة.»
قال فرونت دي بوف ملتفتا إلى رفاقه: «ها هو سبب جديد لاستخدام سيوفنا يا سادة. أفصح أيها القس، وأخبرنا على الفور، ما الذي ينتظره سيدك منا؟»
قال أمبروز: «كما تشاء، لقد عومل سيدي الموقر معاملة قاسية على أيدي أشرار، وفوق ذلك يطالبونه بمبلغ كبير؛ لذلك فإن الأب الجليل يتوسل إليكم أن تنقذوه؛ إما بدفع الفدية التي يحتجزونه من أجلها، أو بقوة السلاح، حسبما ترون.»
قال فرونت دي بوف: «ليخمد الشيطان اللعين أنفاس رئيس الدير! متى سمع سيدك عن مالك نورماندي يفك كيس نقوده لينقذ أحد رجال الكنيسة الذي تزن أكياسه عشرة أمثال ما لدينا؟ وكيف يمكننا بأي حال أن نقوى على تحريره ونحن محاصرون هنا بعشرة أمثال عددنا؟!»
صاح دي براسي: «إلى الأسوار! ودعونا نراقب ماذا يفعل هؤلاء الأوغاد بالخارج.» وبعد أن قال ذلك فتح نافذة، وعلى الفور نادى على من في الغرفة قائلا: «بحق القديس دينيس! لقد جلبوا حواجز خشبية ودروعا كاملة، والرماة يتجمعون على أطراف الغابة كغيمة سوداء تنذر بعاصفة ثلجية.»
تطلع ريجينالد فرونت دي بوف أيضا إلى الحقل، وعلى الفور اختطف بوقه. وبعد أن نفخ نفخة طويلة وعالية أمر رجاله باتخاذ مواقعهم على الأسوار. «يا دي براسي، راقب الجهة الشرقية، حيث الجدران أكثر انخفاضا. وأنت أيها النبيل بوا جيلبرت، الذي علمتك صنعتك جيدا كيفية الهجوم والدفاع، راقب الجهة الغربية. أما أنا فسأتخذ موقعي على البرج الأمامي.»
صاح الأب أمبروز: «ولكن، أيها الفرسان النبلاء، أتوسل إليك أن تسمعني يا أيها السيد النبيل ريجينالد!»
قال النورماندي العنيف: «اذهب وتمتم بتوسلاتك للسماء؛ لأننا على الأرض ليس لدينا وقت لنستمع إليها.»
قال فارس الهيكل الذي كان في تلك الأثناء يتابع الأعمال التي يقوم بها المحاصرون: «انظروا كيف يستفيدون ببراعة من كل ساتر توفره لهم شجرة أو شجيرة، ويتجنبون تعريض أنفسهم لمرمى نشابنا؟ أراهن بسلسلتي الذهبية على أن من يقودهم هو فارس أو سيد من ذوي المهارة في أعمال الحروب.»
قال دي براسي: «إني أراه من بعيد. أرى اهتزاز خوذة فارس تهتز، وبريق درع. أرى هناك رجلا طويلا في زردية سوداء. أقسم بالقديس دينيس على أنه نفس الرجل الذي أطلقنا عليه اسم الكسول الأسود، الذي طرحك أرضا يا فرونت دي بوف في ساحة النزال بآشبي.»
صفحة غير معروفة