طويت هذه الرسالة وسلمت إلى التابع، ومنه إلى الرسول الذي كان ينتظر بالخارج الرد على الرسالة التي كان قد جلبها.
بذلك كان الرامي قد أتم مهمته؛ ومن ثم رجع إلى مقر الحلفاء الذي كان في ذلك الحين مقاما تحت شجرة بلوط مهيبة، على بعد ما يقرب من ثلاث رميات سهم. هنالك كان وامبا وجيرث، مع حلفائهما الفارس الأسود ولوكسلي والناسك المرح، ينتظرون على أحر من الجمر الرد على دعوتهم.
أخذ الفارس الأسود الخطاب من لوكسلي، وقرأه أول مرة فيما بينه وبين نفسه، ثم شرح معناه بالساكسونية لحلفائه.
صاح وامبا: «يعدمون النبيل سيدريك! بحق الصليب، لا بد أنك مخطئ يا سيدي الفارس.»
رد الفارس: «لا، لست مخطئا يا صديقي العزيز؛ فلقد شرحت الكلمات كما هي مسطورة هنا.»
قال لوكسلي: «هذه ليست إلا حيلة لكسب الوقت؛ فلا يجرءون على فعل شيء يمكن أن أعاقبهم عليه عقابا وخيما.»
قال الفارس الأسود: «وددت لو كان بيننا من يمكنه الحصول على إذن لدخول القلعة واكتشاف حالة المحاصرين. أظن، بما أنهم يطلبون إرسال أب اعتراف، أن هذا الناسك المقدس يمكنه على الفور أن يؤدي مهمته الدينية، ويجلب لنا المعلومات التي نريدها.»
قال الناسك الورع: «اللعنة عليك وعلى نصيحتك! أقول لك يا سيدي الفارس الكسول إنه يمكنني أن أقتل عشرين ظبيا أفضل مما أستطيع أن آخذ اعتراف مسيحي واحد.»
قال الفارس الأسود: «يؤسفني أن أقول إنه لا أحد هنا مؤهل، في الوقت الحالي، لأن يؤدي شخصية أب الاعتراف.»
نظر كل منهم إلى الآخر في صمت.
صفحة غير معروفة