قالت ريبيكا: «لن أثق فيك يا فارس الهيكل؛ فقد علمتني جيدا كيف أقدر فضائل طائفتك.»
صاح فارس الهيكل بحماسة: «أنت تظلمينني. أقسم لك بالاسم الذي أحمله، وبالصليب الذي على صدري، وبالسيف الذي بجانبي، وبشعار آبائي القديم، إنني لن ألحق بك أي سوء كان! تراجعي! إن لم يكن من أجلك فمن أجل أبيك! سأكون صديقه، وفي هذه القلعة سيحتاج إلى صديق قوي.»
قالت ريبيكا: «وا أسفاه! أعلم جيدا، ولكن هل أخاطر وأثق بك؟»
قال براين دي بوا جيلبرت: «ليلتو ذراعي وليلحق باسمي العار إن وجدت سببا لتشتكي مني! كم من قانون وأمر خالفته، ولكني لم أخلف وعدي قط.»
قالت ريبيكا: «إذن سأثق بك، إلى هذا الحد.» ثم نزلت من فوق حافة الشرفة، ولكنها ظلت واقفة بالقرب من إحدى الفتحات في الجدار، وقالت: «سأقف هنا، وابق حيث أنت، وإن حاولت أن تقترب خطوة واحدة تقلل بها المسافة بيننا، فسترى أن الفتاة اليهودية تفضل أن تعطي روحها لربها على أن تعطي شرفها لفارس الهيكل.»
بينما كانت ريبيكا تقول ذلك، كانت عزيمتها العالية والثابتة التي تتوافق جيدا مع الجمال المعبر لملامحها، تعطي لمظهرها وروحها وسلوكها جلالا بدا وكأنه يفوق جلال البشر. وقد اعتقد بوا جيلبرت، المعتد بنفسه والجريء، أنه لم ير من قبل جمالا مفعما بالحيوة والهيبة هكذا.
قال: «ليكن بيننا سلام يا ريبيكا.»
ردت ريبيكا: «ليكن سلام إن شئت. سلام، ولكن مع الحفاظ على هذه المسافة بيننا.»
قال بوا جيلبرت: «لست بحاجة إلى أن تخشيني بعد الآن.»
ردت: «أنا لا أخشاك؛ فالشكر لمن أقام هذا البرج المسبب للدوار بهذا العلو الشديد، الذي لا يمكن لأحد أن يسقط منه ويظل على قيد الحياة. الشكر له، ولإله إسرائيل! أنا لا أخشاك.»
صفحة غير معروفة