هؤلاء الذين كانوا يشغلون الرواق، الذين وجه إليهم هذا الكلام المهين وغير المهذب، كانوا عائلة سيدريك الساكسوني، ومعهم حليفه وقريبه أثيلستان من كوننجزبيرج؛ تلك الشخصية البارزة التي، نظرا إلى انحدارها من آخر ملوك إنجلترا الساكسونيين، حظي بأعلى درجات الاحترام من جميع الساكسونيين الأصليين لشمال إنجلترا.
كان هذا هو الشخص الذي وجه إليه الأمير أمره المستبد بإفساح مكان لإيزاك وريبيكا. لم يكن أثيلستان، الذي أربكه الأمر تماما، يرغب في الإذعان، لكنه، مترددا بشأن كيفية المقاومة، لم يعارض رغبة جون إلا بالسلبية. ودون أن يتحرك فتح عينيه الرماديتين الكبيرتين وحدق في الأمير مذهولا.
قال جون مخاطبا الفارس الذي كان يمتطي جوادا بالقرب منه: «إن الخنزير الساكسوني إما أن يكون نائما أو لا يعبأ بي. انخزه برمحك يا دي براسي.» مد دي براسي رمحه الطويل فوق الفراغ الذي يفصل الرواق عن ساحة النزال، وكاد ينفذ أوامر الأمير لولا أن سيدريك استل بسرعة البرق سيفه القصير من غمده، وبضربة واحدة فصل ذؤابة الرمح عن مقبضه. احتدم الدم في وجه الأمير جون؛ فأقسم أغلظ أيمانه، وكان على وشك التلفظ بتهديد على قدر عنفه، ولكن حال دون ذلك هتاف عام من الحشد وسط تصفيقهم الحاد إعجابا بسلوك سيدريك الجريء. أدار الأمير عينيه في سخط، وصادف أن تلاقت عيناه مع نظرة ثابتة من أحد الرماة، الذي بدا عازما على الاستمرار في التهليل، على الرغم من نظرة العبوس التي نظرها له الأمير، فسأله عن سبب هذا الصخب.
قال اليومن: «دائما ما أهتف عندما أرى رمية جيدة أو ضربة شجاعة.»
رد الأمير: «أحقا ما تقول؟ إذن يمكنك إصابة العلامة البيضاء في هدف ما بنفسك، أؤكد لك ذلك.»
رد اليومن: «يمكنني أن أصيب علامة رجل غابة، ومن المسافة التي يصيبها منها رجل الغابة.»
قال جون: «بحق القديس جريزيل، سنختبر مهارة ذلك الرجل المستعد تمام الاستعداد للهتاف للأعمال البطولية للآخرين.»
قال اليومن برباطة جأش اتسم بها سلوكه بالكامل: «لن أهرب من الاختبار.»
قال الأمير الثائر: «الآن، فلتقفوا أيها الوضعاء الساكسونيون؛ لأنه، بحق نور السموات، سيتخذ اليهودي مقعدا بينكم؛ بما أنني قد قلت بذلك!»
قال اليهودي: «لن يحدث ذلك مطلقا! ولتأذن لي سموك! فلا يليق بأمثالنا أن يجلسوا مع حكام الأرض.»
صفحة غير معروفة