149

قالت روينا: «يا فتاة، إن ما فعله ويلفريد أوف إيفانهو في ذلك اليوم لم يكن إلا ردا لجزء بسيط من رعايتك غير المنقطعة له عندما كان جريحا ومبتلى. أخبريني، هل من شيء يمكنني أنا أو هو أن نقدمه لك؟»

قالت ريبيكا بهدوء: «لا شيء سوى أن تنقلي له تحية وداعي المفعمة بامتناني.»

قالت روينا وهي لا تزال مندهشة من هذه الزيارة غير العادية: «أسترحلين عن إنجلترا إذن ؟» «أجل، سأرحل يا سيدتي قبل أن يعاود هذا القمر الظهور مرة أخرى. إن لأبي أخا ينعم بعطف محمد أبي عبد الله، ملك غرناطة، وسنذهب إلى هناك واثقين من أننا سننال الأمن والحماية مقابل دفع الجزية التي يأخذها المسلمون من قومنا.»

قالت روينا: «ألا تجدون تلك الحماية في إنجلترا؟ إن لزوجي حظوة لدى الملك، والملك نفسه عادل وكريم.»

قالت روينا: «لا أشك في ذلك يا سيدتي، ولكن أهل إنجلترا عرق عنيف، دائمو التناحر مع جيرانهم أو فيما بينهم، وهم على استعداد لإغماد السيوف في أحشاء بعضهم بعضا؛ وهذا ليس مقاما آمنا لبني قومي.»

قالت روينا: «ولكن أؤكد لك، يا فتاة، أن ليس ثمة ما تخشين.» ثم استطردت وهي تنهض في حماسة: «فمن طببت إيفانهو في سرير مرضه لا يمكن أن تخشى شيئا في إنجلترا، حيث سيتنافس الساكسونيون والنورمانديون على من يكرمها أفضل تكريم.»

قالت ريبيكا: «حديثك جميل يا سيدتي، وأجمل منه مقصدك، لكنه لن يكون؛ فثمة هوة بيننا يحظر على كلينا اجتيازها بسبب نشأة كل منا وإيمانه. وداعا، ولكن قبل أن أذهب أرجو أن تجيبي لي مطلبا واحدا. خمار العروس المعلق يخفي وجهك، فهل ترفعينه وتسمحين لي برؤية ملامحك التي يتحدث عن جمالها الجميع.»

قالت روينا: «إنها لا تكاد تستحق النظر إليها، ولكني أزيل نقابي متوقعة المثل من زائرتي.»

وهكذا خلعته، ولإدراكها لجمالها من ناحية ولخجلها من ناحية أخرى احمر وجهها بشدة، حتى كسا لون قرمزي وجنتيها وجبينها وعنقها وصدرها.

قالت ريبيكا: «إن الوجه الذي أظهرته لي يا سيدتي سيظل طويلا عالقا في ذاكرتي. سأتذكر ملامحك طويلا، وحمدا للرب على أنني أترك منقذي النبيل في رباط مع ...»

صفحة غير معروفة