82

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

الناشر

دار ابن رجب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

تصانيف

"أعفة" مر فوع، خبر "إن"، وفي "ما" وجهان: أحدهما: هي مصدرية (١)، والتقدير: في علمي أعفة. والثّاني. زمانية (٢)، تقديره: إنهم مدة علمي فيهم أعفة. ولا يجوز النصب بـ "علمت"؛ لأنّه لا يبقى لـ "إن" خبر. (٥٤ - ٢٨) وفي حديثه قال: "مَا بَأسٌ ذَلِكَ" (٣): "ذلك" مبتدأ، و"بأس" خبر مقدم، وبطل عمل "ما" بالتقديم. (٥٥ - ٢٩) وفي حديثه في قوله لفاطمة ﵍: "هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ" (٤): هكذا في هذه الرِّواية، ودخول "من" لابتداء غاية الزّمان جائز عند الكوفيين [، ومنعه أكثر البصريين، والأقوى عندي مذهب الكوفيين] (٥)، وقد ذكرت هذا بأدلته في موضع آخر، ومنه (٦) قوله تعالى: ﴿أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾

(١) ومثالها قوله تعالى: ﴿عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ﴾ [التوبة: ١٢٨]. (٢) ومثالها قوله تعالى: ﴿مَا دُمْتُ حَيًّا﴾ [مريم: ٣١]. ومنه قول الشاعر: أجارتنا إن الخطوب تنوب ... وإني مقيم ما أقام عسيب أي: مدة دوامي ومدة مقامي. (٣) صحيح: أخرجه البخاريّ (١٠٠١)، ومسلم (٦٧٧)، وأبو داود (١٤٤٤)، والنسائي (١٠٧٠)، وابن ماجه (١١٨٣)، والدارمي (١٥٤٨)، وأحمد (١١٠٣٩)، وهذا لفظ أحمد. (٤) حسن: أخرجه أحمد (١٢٨١١). (٥) سقط في خ. (٦) ومنه قول النابغة الذبياني يصف السيوف: [الطويل] تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كلّ التجارب ومنه حديث البخاريّ: "فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة"، وشواهده كثيرة، وهو مذهب الكوفيين - كما ذكر المصنِّف - والأخفش والمبرد وابن دُرُسْتَوَيه، واختاره ابن مالك. قال ابن نور الدين "مصابيح المغاني" (ص ٤٥٧): وأمّا تأويل البصريين فتعسف اهـ. =

1 / 83