إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
الناشر
دار ابن رجب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
تصانيف
قُوَّةً﴾ [غافر: ٨٢]. وهو/ منصوب على التمييز.
وقوله: "هذينك" فيه وجهان:
أحدهما: أنّه بدل من قوله: "أشد".
والثّاني: أن يكون منصوبًا بإضمار "أعني".
وأمّا الكاف في "ذينك" فحرف الخطّاب كالتي في قوله تعالى: ﴿فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ﴾ [القصص: ٣٢]
وفي حديث سلمةْ بن نُفَيل (١) السكوني:
(١٨٨ - ١) " وَلَسْتُمْ لَابِثُونَ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا" (٢):
كذا وقع في هذه الرِّواية، وهو مشهور؛ لأنّه خبر "ليس"، ولا يمكن أن يجعل مبتدأ؛ إذ لا خبر له (٣). وقوله: "إِلَّا قَليلًا" يجوز أن يكون التقدير: إِلَّا زمنًا قليلًا، أو لبثًا قليلًا.
وفي حديث سلمان الفارسي ﵁! !:
(١٨٩ - ١) " رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أقضَلُ مِن صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ صَائِمًا لَا يُفْطِرُ، وَقَائِمًا لا يَفْتُرُ" (٤).
و"صائمًا" و"قائمًا" حالان، وصاحب الحال محذوف دل عليه قوله: "مِنْ
_________
(١) في خ: أسلم.
وقد شهد بدرًا والمشاهد كلها، كنيته أبو سعد. وكانت وفاته سنة (١٤ هـ) شهيدًا.
ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (٢/ ٦٣٨)، و"أسدّ الغابة" (٢/ ٢٧٠)، و"الإصابة" (٣/ ١٤٢).
(٢) إسناده صحيح: أخرجه أحمد (١٦٥١٦)، ولفظه: "لابثين بعدي"، والدارمي (٥٥)، ولفظه عنده: " ... وقد أوحي إلي أني غير لابث فيكم إِلَّا قليلًا ... ".
(٣) لاحظ أن العكبري لم يوجه رواية الرفع! ! .
(٤) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٢٣٢٢٣)، وفيه من لم يسم، إِلَّا أن الحديث صح بغير هذا اللّفظ، وهو عند مسلم (١٩١٣)، والترمذي (١٦٦٥)، والنسائي (٣١٦٧)، وهذا لفظ مسلم: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ... ".
1 / 152