إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
الناشر
دار ابن رجب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
تصانيف
(١٤٥/ ٦) وفي حديثه حديث المعراج: "لوْ صَلَّي فيه رَسُولُ اللهِ ﷺ لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ كَمَا كُتِبَ عَلَيْكُمْ صَلَاةٌ فِي الْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (١):
"كتب" في الموضعين بغير تاء؛ لأنّ الصّلاة تأنيثها غير حقيقي، فيجوز تذكير الفعل وتأنيثه؛ كقوله تعالى: ﴿وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ﴾ [يوسف: ٣٠].
(١٤٦ - ٧) وفي حديثه: "مَنْ سَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ وَمِنْ أَجْرِ (٢) مَنْ يَتَّبِعُهُ غَيْرَ مُنْتَقِصِ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا" (٣).
"شيئًا" منصوب، وفيه وجهان:
أحدهما: هو واقع موقع المصدر؛ كقوله تعالى: ﴿لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا﴾ [آل عمران: ١٢٠].
والثّاني: أن يكون مفعولًا به (٤). فعلى هذا يكون قوله: "مِنْ أُجُوِرِهِمْ شَيئًا"، فيه وجهان:
أحدهما: يتعلّق بـ "منتقص".
والثّاني: يكون صفة لـ"شيئًا" قدمت فصارت حالًا.
(١٤٧ - ٨) وفي حديثه: "إن حَوْضِي لأَبْعَدُ (٥) مِنْ أَيْلَةَ مِنْ عَدَنٍ" (٦):
وقع في هذه الرِّواية "مِنْ عَدَنٍ"، وهو صحيح؛ لأنّ "أبعد" أفعل يحتاج إلى "مِنْ"، و"مِنْ" الأولى تتعلّق بـ"أبعد"، و"مِنْ عَدَنٍ" تتعلّق بـ"أيلة"، أي: أبعد من أيلة بعده (٧) من عدن، فالجار والمجرور حال من أيلة.
_________
(١) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢٢٨٣٢).
(٢) في ط: أجور.
(٣) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢٢٧٧٨).
(٤) وعلى هذا يكون ضبط "منتقص" بكسر القاف اسم فاعل، فلو كان بفتحها لكان "شيء" نائبًا عن الفاعل.
(٥) في خ: أبعد.
(٦) صحيح: أخرجه مسلم (٢٤٨)، وابن ماجه (٤٣٠٢).
(٧) في ط: بعيدة.
1 / 129