124

إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

الناشر

دار ابن رجب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

تصانيف

﴿وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا﴾ (١) [القمر: ١٢]. وفي حديث أبي جمعة حبيب بن سباع (٢): (١٣٧ - ١) " تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُول اللَّه ﷺ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا؟ ! " (٣): التقدير: هَلْ أَحَدٌ [خَيْرٌ مِنَّا؟] (٤) أَوْ أَأَحَدٌ، فحذف الاستفهام لظهور معناه؛ كقول الشاعر (٥): [الخفيف] (١٥) ثُمَّ قَالُوا تُحِبُّهَا قُلتُ بَهْرًا ... عَدَدَ الْقَطْرِ وَالْحَصَا وَالتُّرابِ أي: أَتُحِبُّهَا؟ ! وفي حديث حجاج الأسلمي (٦): (١٣٨ - ١) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا يُذْهِبُ عَنِّي مَذِمَّةَ الرِّضَاع؟ ! قَالَ: غُرَّةٌ

(١) قال أبو حيان: وانتصب "عيونًا" على التمييز، جعلت الأرض كلها كأنّها عيون تتفجر، وهو أبلغ من: وفجرنا عيون الأرض. ومن منع مجيء التمييز من المفعول، أعربه حالًا، ويكون حالًا مقدرة،، وأعربه بعضهم مفعولًا ثانيًا؛ كأنّه ضمن "وفجرنا" "صيرنا" بالتفجير عيونًا. "البحر المحيط" (٨/ ١٧٧). (٢) يعد في الشامبين، أدرك النّبيّ ﷺ عام الأحزاب، وهو مشهور بكنيته. ينظر ترجمته في: "الاستيعاب" (١/ ٣٢٢)، و"أسدّ الغابة" (٥/ ٥٢). (٣) صحيح: أخرجه أحمد (١٦٥٢٩)، والدارمي (٢٧٤٤). (٤) سقط في ط. وبهذا اللّفظ "هل أحد ... " أخرجه ابن الأثير بسنده. (٥) عجز البيت يروى هكذا: عدد النجم ...... وهو لعمر بن أبي ربيعة في "ديوانه" (ص ٤٣١)، و"جمهرة اللُّغة" (ص ٣٣١)، و"أمالي المرتضى" (٢/ ٢٨٩)، و"شرح المفصل" (١/ ١٢١)، و"شرح أبيات سيبويه" (١/ ٢٦٧)، و"شرح شواهد المغني" (ص ٣٩)، و"الخصائص" (٢/ ٢٨١)، و"لسان العرب" (بهر)،، وبلا نسبة في "الكتاب" (١/ ٣١١). ومحل الشّاهد فيه: قوله: تحبها؛ حيث حذف همزة الاستفهام، وهي مقدرة. (٦) هو: حجاج بن مالك بن عويمر، ويقال: الحجاج بن عمرو، الأسلمي، والأول أصح. ومذمة الرضاع: قال ابن الأثير: مفعلة من الذم، قيل: كانوا يستحبون أن يهبوا المرضعة عند فصال الصبي شيئًا سوى أجرتها، فكأنّه سأل: ما يسقط عني حق المرضعة وذمامها الحاصل برضاعها؟ ! =

1 / 125