إتحاف الحثيث بإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث
الناشر
دار ابن رجب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
تصانيف
وقوله فيه- أيضًا: "وَلَوْ عَبْدٌ أَسْوَدُ" هو فاعل لفعل محذوف تقديره: ولو قادك عبد أسود. وقد تقدّم قبله ما يدلُّك عليه.
(١٠١ - ٣) وفي حديثه - أيضًا- أنّه قال: "يَا أبَا ذَرٍّ! كَيْفَ تَصْنَعُ إِذَا أُخْرِجْتَ مِنَ المَدِينَةِ؟ ! " قُلتُ: السَّعَةَ وَالدَّعَةَ (١).
الجيد النصب على تقدير: آتي السعة والدعة؛ لأنّه جواب "كيف تصنع؟ ! " فكأنّه قال: أصنع السعة والدعة. ويدلُّ عليه قوله في تمام الحديث حين قال له: "كَيْفَ تَصْنَعُ؟ ! " فَقَالَ: إِلَى السَّعَة وَالدَّعَةِ، فكأنّه قال: أذهب إلى السعة والدعة (٢)، وهذا إعمال الفعل أيضًا؛ إِلَّا أنّه عداه بحرف الجر.
وفيه عند قوله ﷺ: "أَضَعُ سَيْفِي عَلَى عَاتِقِي" قَالَ: أَوَخَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ ! ":
قال- ﵀! -: تقديره: أَوَصُنْعُكَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ !، ثمّ فسره بقوله: "تَسْمَعُ وَتُطِيعُ"،، ولو نصب على تقدير: تصنع خيرًا من ذلك، جاز.
(١٠٢ - ٤) وفي حديثه: قال ﵇! -: "كَيْفَ أَنْتَ وَأَئِمَّةٌ مِنْ بَعْدِي يَسْتَأثِرُونَ بِهَذَا الفَيْءِ؟ ! " (٣):
قال- ﵀! -: يجوز رفع "أئمة" على أنّه مبتدأ و"من بعدي" صفة له، و"يستأثرون" الخبر، وكان الرفع أجود؛ لأنّه ليس قبله فعل فتكون الواو بمعنى "مع" فيقوى الفعل فينصب، ويجوز النصب على تقدير: كيف تصنع أنت مع أئمة هذه صفتهم؟ ! فيكون مفعولًا معه (٤).
_________
(١) صحيح: أخرجه أحمد (٢١٠٤١)، ولفظه: "إلى السعة والدعة"، ويمكن أن تكون كلمة "إلى" سقطت من الناسخ.
(٢) في خ: الدّعوة.
(٣) ضعيف: أخرجه أبو داود (٤٧٥٩)، وأحمد (٢١٠٤٨)، وفيه خالد بن وهبان، قال الحافظ: مجهول.
(٤) قال السيوطيّ: "وقال أبو حيان في "الارتشاف": إذا تقدّم الواو جملة متضمنة معنى الفعل وبعد الواو اسم لا يتعذر عليه العطف، نحو: كيف أنت وزيدًا، وما أنت وزيدًا يرجح فيه العطف ويجوز النصب =
1 / 108