155

اتفاق المباني وافتراق المعاني

محقق

يحيى عبد الرؤوف جبر

الناشر

دار عمار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥هـ ١٩٨٥م

مكان النشر

الأردن

وَكَانَ ابْن الْأَعرَابِي يروي الْخَيْر بِالرَّفْع وَفُلَان خير من فلَان مَحْذُوف من أخير وَلذَلِك اسْتعْمل فِي الْمُذكر والمؤنث بِلَفْظ وَاحِد وَرُبمَا قَالُوا للْمَرْأَة خيرة وَهَذَا على قَول من لم يعْتَقد فِيهِ المفاضلة وعَلى هَذَا ثنوه وجمعوه فَقَالُوا خيران وخيرون وخيرتان وخيرات
فصل الْخلق
الْخلق بِالْفَتْح يكون الْمصدر من خلق الله الاشياء وَمِنْه قَول الله تَعَالَى ﴿الَّذِي أحسن كل شَيْء خلقه﴾ وَيكون الْخلق أَيْضا الْمَخْلُوق بِعَيْنِه سمي بِالْمَصْدَرِ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ﴿هَذَا خلق الله﴾ والخلق يكون إبداعا وَيكون تركيبا فَمن الْخلق الَّذِي مَعْنَاهُ الإبداع قَوْله تَعَالَى ﴿هَل من خَالق غير الله﴾
وَمن الْخلق الَّذِي مَعْنَاهُ التَّرْكِيب قَوْله تَعَالَى ﴿فَتَبَارَكَ الله أحسن الْخَالِقِينَ﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿وَإِذ تخلق من الطين كَهَيئَةِ الطير بإذني﴾ والخلق تَقْدِير الْأَدِيم للْقطع قَالَ الشَّاعِر زُهَيْر
(ولأنت تفري مَا خلقت وَبَعض الْقَوْم يخلق ثمَّ لَا يفري) // كَامِل //
والخلق الْكَذِب قَالَ الله تَعَالَى ﴿وتخلقون إفكا﴾ وَقَالَ تَعَالَى ﴿إِن هَذَا إِلَّا خلق الْأَوَّلين﴾ هَذِه كلهَا مَفْتُوحَة الْأَوَائِل فَهَذَا مَا اتّفقت أَلْفَاظه وَاخْتلفت مَعَانِيه

1 / 241