الإتقان في علوم القرآن

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
61

الإتقان في علوم القرآن

محقق

محمد أبو الفضل إبراهيم

الناشر

الهيئة المصرية العامة للكتاب

رقم الإصدار

١٣٩٤هـ/ ١٩٧٤ م

ضوابط في المكي والمدني ﴿أَرَأَيْتَ﴾ نَزَلَ ثَلَاثُ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِهَا بِمَكَّةَ وَالْبَاقِي بِالْمَدِينَةِ ضَوَابِطُ فِي الْمَكِّيِّ وَالْمَدَنِيِّ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّلَائِلِ وَالْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ طَرِيقِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا كَانَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ وَمَا كَانَ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ فَبِمَكَّةَ. وَأَخْرَجَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فِي الْفَضَائِلِ عَنْ عَلْقَمَةَ مُرْسَلًا. وَأُخْرِجَ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: مَا كَانَ فِي القرآن: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ أو: ﴿يَا بَنِي آدَمَ﴾ فَإِنَّهُ مَكِّيٌّ وَمَا كَانَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فَإِنَّهُ مَدَنِيٌّ. قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ وَابْنُ الْفَرَسِ وَغَيْرُهُمَا: هو في: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ صحيح وأما: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ فَقَدْ يَأْتِي فِي الْمَدَنِيِّ. وَقَالَ ابْنُ الحصار: قد اعْتَنَى الْمُتَشَاغِلُونَ بِالنَّسْخِ بِهَذَا الْحَدِيثِ وَاعْتَمَدُوهُ عَلَى ضَعْفِهِ وَقَدِ اتَّفَقَ النَّاسُ عَلَى أَنْ " النِّسَاءَ " مَدَنِيَّةٌ وأولها: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ وَعَلَى أَنَّ " الْحَجَّ " مَكِّيَّةٌ وفيها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾ . وَقَالَ غَيْرُهُ: هَذَا الْقَوْلُ إِنْ أُخِذَ عَلَى إِطْلَاقِهِ فِيهِ نَظَرٌ فَإِنَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ مَدَنِيَّةٌ وَفِيهَا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ﴾ . وَسُورَةُ النِّسَاءِ مَدَنِيَّةٌ وَأَوَّلُهَا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾ .

1 / 68