الْفسق لقَوْله ﴿وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء﴾ مخصصة لعمومات الْعقَاب
وَلَا يخلد إِذا عَذَاب أَي نقطع بِخُرُوجِهِ وإدخاله الْجنَّة وروى الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ حَدِيث من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله نفعته يَوْمًا من دهره يُصِيبهُ قبل ذَلِك مَا أَصَابَهُ وَإِسْنَاده صَحِيح
أفضل الْخلق
ونعتقد أَن أفضل الْخلق على الأطلاق حبيب الله الْمُصْطَفى ﷺ قَالَ ﷺ أَنا سيد ولد آدم وَلَا آخر رَوَاهُ مُسلم وَقَالَ ابْن عَبَّاس أَن الله تَعَالَى فضل مُحَمَّدًا على أهل السَّمَاء والأنبياء رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره وَأما حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ لَا يخيروني على مُوسَى وَلَا يَنْبَغِي لعبد أَن يَقُول أَنا خير من يُونُس بن مَتى فَمَحْمُول على التَّوَاضُع أَو على انه قبل أَن يعلم أَنه أفضل الْخلق وَوَصفه بِأَجل أَوْصَافه مَأْخُوذ من حَدِيث التِّرْمِذِيّ أَن إِبْرَاهِيم خَلِيل الله أَلا وَأَنا حبيب الله لخليله إِبْرَاهِيم يَلِيهِ فِي التَّفْضِيل فَهُوَ أفضل الْخلق بعده نقل بَعضهم الْإِجْمَاع على ذَلِك وَفِي الصَّحِيح خير الْبَريَّة إِبْرَاهِيم خص مِنْهُ النَّبِي ﷺ فَبَقيَ على عُمُومه فموسى وَعِيسَى ونوح الثَّلَاثَة بعد إِبْرَاهِيم أفضل من سَائِر الْأَنْبِيَاء وَلم أَقف على نقل أَيهمْ أفضل
وهم أَي الْخَمْسَة أولُوا الْعَزْم من الرُّسُل المذكورون فِي سُورَة الْأَحْقَاف أَي أَصْحَاب الْجد وَالِاجْتِهَاد فسائر الْأَنْبِيَاء أفضل من غَيرهم على تفَاوت درجاتهم بِمَا خص بِهِ كل مِنْهُم فالملائكة بعدهمْ فهم أفضل من بَاقِي الْبشر بعد الْأَنْبِيَاء وأفضلهم جِبْرِيل كَمَا فِي حَدِيث رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فَأَبُو بكر الصّديق أفضل الْبشر بعد الْأَنْبِيَاء فعمر بن الْخطاب بعده فعثمان بن عَفَّان بعده فعلي بن أبي طَالب بعده قَالَ ابْن عمر كُنَّا نخير بَين النَّاس فِي زمن النَّبِي ﷺ فنخير أَبَا بكر ثمَّ عمر ثمَّ عُثْمَان رَوَاهُ البُخَارِيّ وَزَاد
1 / 17