إتمام الدراية لقراء النقاية

جلال الدين السيوطي ت. 911 هجري
137

إتمام الدراية لقراء النقاية

محقق

إبراهيم العجوز

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٥ هجري

مكان النشر

بيروت

أَرَادَ بالسماء الْمَطَر وبالضمير فِي رعيناه النيات الناشيء عَنهُ اللف والنشرذكر مُتَعَدد ثمَّ ذكر مَالك مِنْهُ بِلَا تعْيين ثِقَة بِأَن السَّامع يردهُ إِلَيْهِ سَوَاء ذكر على تَرْتِيب الأول كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَمن رَحمته جعل لكم اللَّيْل وَالنَّهَار لتسكنوا فِيهِ ولتبتغوا من فَضله﴾ أم لَا كَقَوْلِه (كَيفَ أسلو وَأَنت حقف وغصن ... وغزال لحظا وقدا وردفا) الْجمع أَن يجمع بَين مُتَعَدد أثنين أَو أَكثر فِي حكم كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿المَال والبنون زِينَة الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ وَقَول أبي الْعَتَاهِيَة (إِن الشَّاب والفراغ وَالْجدّة ... مفْسدَة للمرء أَي مفْسدَة) فَإِن فرقت بَين جهتي الإدخال فَجمع وتفريق كَقَوْلِه (فوجهك كالنار فِي ضوئها ... وقلبي كالنار فِي صدرها) التَّقْسِيم ذكره أَي المتعدد ثمَّ إِضَافَة مَالك إِلَيْهِ معينا وَبِهَذَا الْقَيْد يخرج اللف والنشر كَقَوْلِه (وَلَا يُقيم على ضيم يُرَاد بِهِ ... إِلَّا الأذلان غير الْحَيّ والوتد) (هَذَا على الْخَسْف مربوط برمتِهِ ... وَذَا يشج فَلَا يرثي لَهُ أحد) وَفِي الْبَيْت الأول التوشيع فَإِن قسمت بعد الْجمع فَجمع وتقسيم كَقَوْلِه (حَتَّى أَقَامَ على أرباض خرشنة ... يشقي بِهِ الرّوم والصلبان وَالْبيع) (للسبي مَا نكحوا وَالْقَتْل مَا ولدُوا ... والنهب مَا جمعُوا وَالنَّار مَا زرعوا) التَّجْرِيد أَن ينتزع من أَمر ذِي صفة أَمر آخر مثله فِيهَا مُبَالغَة فِي كمالها أَي الصّفة فِيهِ أَي الْأَمر كَقَوْلِك لي من فلَان صديق حميم أَي بلغ من الصداقة حدا صَحَّ مَعَه أَن يستخلص مِنْهُ آخر مثله فِيهَا الْمُبَالغَة أَن يَدعِي لوصف بُلُوغه فِي الشدَّة أَو الضعْف حدا مستحيلا أَو مستبعدا لِئَلَّا يظنّ أَنه غير متناه فِيهِ فَإِن أمكن الْمُدَّعِي عقلا وَعَاد فتبليغ كَقَوْلِه فِي صفة الْفرس

1 / 139