إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
الناشر
دار الإيمان
رقم الإصدار
-
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
وقد كان جبريل ﵇ يقرئه الايات فيقرئ أصحابه من فوره ولئن سألوه عن المعنى لأحرى أن يستوثقوا من اللفظ قبل المعنى ومن ذلك ما ذكره أبو سعيد الخدري: لما نزلت وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (الفجر: ٢٣) تغير لون رسول الله ﷺ وعرف في وجهه حتى أشتد على أصحابه ثم قال: أقرأني جبريل كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (٢١) وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (٢٢) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ (الفجر: ٢١- ٢٣) .. «١» ..
وقد كان القراء والمقرئون أحب الناس إلى رسول الله ﷺ فقد سمع علي بن أبي طالب ﵁ ضجة في المسجد يقرؤون القران ويقرئونه فقال: طوبى لهؤلاء! هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله ﷺ «٢» .
إرساله ﷺ المقرئين لتأدية الوظيفة:
من لم يستطع ﷺ أن يقرئه أرسل إليه المعلمين للقران الكريم إلى مختلف الأصقاع كوظيفة أساسية في بدء نشر الإسلام في أي منطقة: فعن أبي موسى ﵁ أنّ رسول الله ﷺ بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن فأمرهما أن يعلّما النّاس القران «٣»، وإلى المدينة أرسل مصعب بن عميرو هو المقرئ الذي بعثه رسول الله ﷺ إلى الأنصار يقرئهم القران بالمدينة قبل قدوم رسول الله ﷺ فأسلم معه خلق كثير «٤» .
(١) انظر: القرطبي (٢٠/ ٥٥) . (٢) رواه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢١٤) . (٣) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (١/ ٢٥٦) . (٤) الحاكم (٣/ ٧٢٨)، مرجع سابق.
1 / 57