ولست أقول: إن هذا التفصيل مشهور عند كثير من العامة والخاصة ، وإنما أقول: إن قدر المعجز منه مشهور ، وهو ورود الرسل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتهديد ، وتعريفه صلى الله عليه وآله وسلم إياهم أن كسرى قد قتل .
فأما أهل النقل فهم يعرفون القصة بشرحها وطولها . وقد حذفنا ما لم نحتج إليه منها .
ومن ذلك قصة العباس بن عبد المطلب (( حين أسر يوم بدر ، فلما جاء إلى المدينة قال له صلى الله عليه وآله وسلم: افد نفسك وابني أخويك ، عقيل بن أبي طالب ، ونوفل بن الحارث .
قال: ليس لي مال .
قال: فأين المال الذي وضعته بمكة ، حين خرجت عند أم الفضل ليس معكما أحد ؟! ثم قلت لها: إن أصبت في سفري هذا ، فللفضل كذا ، ولعبد الله كذا ، ولقثم كذا ، ولعبيد الله كذا .
فقال العباس: والذي بعثك بالحق ما علم هذا غيري وغيرها ، وإني لأعلم أنك رسول الله صلى الله عليك ، ففدى العباس نفسه وابني أخويه )) (¬1) . وهذه قصة مشهورة ظاهرة عند أهل النقل .
ومن ذلك قصة عمير بن وهب الجمحي في سبب إسلامه ، وهي (( أنه وصفوان بن أمية الجمحي قعدا في الحجر يتذاكران قتلى بدر ، ويتوجعان لهم ، ويقول صفوان: لا خير في العيش بعدهم . فقال عمير:
صفحة ٢٦٠