============================================================
كتاب اثبات النبوواث مانا طويلا لظهور بعضها وصلاحها لاهل العالم ، فمن هذه الجهة وجب ان يكون ين اصحاب الشرائع زمان طوبل ) فتظهر منفعة شريعة كل واحد منهم لاهل العالر وهو وجه الحكمة فاعرفه . وان الشريعة في بده امرها ضعيفة بحيث قوتها في حال كون البشر منها خلو عمد انسان الى افساد النطاق في الارحام قبل بلوغها غايتها القدرة لها كان سفيها جاهلا ، كذلك ان الله تعالى بعد صاحب شريعة لم تظهر قوة شريعته ولا يرسل صاحب شريعة اخرى ، ولم يصنع الحكمة موضعها . وانما الوجه في ذلك ان يترك كل شيء يبلغ غايته حتى تظهر منفعته . فالوجه اذن في الشريعة ان تترك حتى تظهر قوتها ، وتقف عند انحطاط قونها، ثم يرسل صاحب شريعة اخرى ليضبط اهل العالم تحت احكامه وحدوده ، فمن هذه الجهة وجب ان كون النبوءة غير متصلة من جهة الشريعة .
فان قال قائل : كما لا يجوز ان يجتمع صاحبا الشريعتين المختلفتين في عصر واحد ، احدهما في المشرق ، والآخر في المغرب : قيل له انما امتنع ذلك لعلتين احدهما ان جميع الحركات العلوية قد اجتمعت في شريعة واحدة ، ولم يوضع منها شيء لوضع شريعة اخرى كما ان حركاتها في باب التكوين قد اشتغلت باخراج اشخاص كثيرة لأنواع مختلفة ، ولو لم تشتغل بجميع حركاتها في باب التكوين لاخراج الاشخاص المختلفة كان المخرج من الفضل ايضأ ناقصا ، فإظهار شيء واحد تام ، افضل من اظهار شيئين ناقصين . كذلك نقول : لو لم تشتغل الاجرام العلوية في وضع شريعة واحدة كانت الشريعة الموضعية من بعض حركاتها ناقصة، كانت الشريعة الي تصنع من الفضل ايضا ناقصة ، فإظهار شريعة كاملة افضل من شريعتين ناقصتين ، والعلة الثانية وقوع التلبيس11 والاهمال لمن يسيح في البلدان فيري صاحي شريعتين مختلفتين لا يدري ايهما يضيع وايهما يقبل : رينما اتصلت به اطراف صاحبي الشريعتين في وقت واحد يجاهد احدهما مع الآخر فيكونان اما محقين ولا يجوز ذلك ، او مبطلين فلا يستحقان لقبول الرسالة او احدهما محق والآخر مبطل ، فيسقط المبطل عن وصية الرسالة ، فإذا امتنع اجماع صاحي الشريعتين في وقت واحد امتنع ان يكون يتلو بعضها بعد بعض من غير مضي دور احد لقول الله تعالى : { وما أرسكناك إلا كافة ليلناس بشيرا ونذيرا (1) سقطت في تسخة س.
صفحة ٩٤