============================================================
كتاب اثبات النبووات الها ، فصح من هذه الجهة ان قبول الرسل قبول وهمي يخطر في افئدتهم ما ارصلوا به ثم يوودون الى الامم بلسانهم ولغتهم ، يوكده قول الله تبارك وتعالى: {ما كذب الفوآد ما رأى )) يعني لم يكن فيما عاين بفوآده من الخطرات الالهية كذب فان قال قائل : فما الفرق بين خطرات الامة وخطراتالرسل* يقال لهم ان خطرات الامة اذا كان فيها سوء المزاج ما انكرها الخاطر ان تعوض خطراته بخطرات اخرى ان يبلغ خطراته الى غاياتها التي من اجلها تبعث الخطرة وربما انها ورثته الخطرة الاولى حزنا وندامة وغما لما حركت تتوق الخطرات الاخرى فيما لا يحق في نفس قوة الاحاطة الاخرى، وخطرات الرسل خطرات مقدسة عن ان يجول فيها وناله لما فيهم من اعتدال المزاج وعصمة النفس فلا يتعب المقرب بهذه الخطرات لما في كل خطرة من خطراتهم ما يستحق فيها خطرات الامة، وان اردت اراد الله بك الخير ان يتضح لك هذا المنهاج ، فانظر الى ما احتوت على شهادة لا اله الا الله ، هل يخلو عنها خطرة من خطرات الامة ، اذ ان جميع ما يخطر في بال الامة من الطبائع امتا الموجبات وامتا السالبات ، فالنصف من الشهادة الذي للأثبات على من قدا حتوى على قضاياهم الموجبات ، والنصف الآخر الذي للنفي كذلك يحتوي الى السالبات ، وان اسعد بها مما يورده من الالفاظ الناموسية وأهل وقته وان عادت تلك الخطرات اليه من غير ان يصار فيها الى شيء من هذه الانواع التي وصفناها علم انها خطرات من جهة مشاركة الجسد فيعاين نفسه عليها ويعلم انها لم تقع بالموافة ذلك ديونهم التي عبرها الله في كتابه ، وكالموجود في كل شيء من الاشياء الطبيعيات لنشوه والبلاء والحر والبرد والرطب واليابس اذ بكل شيء منها أبوابه منظومة في الدوائر المقارنة للكواكب فيفتح ابوابها اذا قدركونها كفتح ابواب المطر وفتح أبواب الحر الى سائر ما فيه من الابواب لكل مقدور طبيعي ، قال الله تعالى فيما يسره للناطق من القبول : { ولقد يسرنا القرآن ليليذكثر فهل من مدكير)).
وبين الخطرات وبين اللغات مناسبات روحاتية ومشاكلات نفسانية فريما اتفق لبعضها المشاكلة بالسريانية ولبعضها المشاكلة بالعبراتية ، ولبعضها المشاكلة بالعربية فلا يؤدي كل ذي خطر من الخطرات اذا ذبلت عمن شاكلها وناسبها قارنها من اللغات الى غيرها ما فيها من الحلاوة والحكمة وتعيش على المكرم ب العبادة عنها بما لا يشاكلها من اللغات ، فان الخطر التي منها تأليف شهادة لا اله
صفحة ١٧٠