============================================================
كاب اثبات النبوات الخمسة من الشريعة قد صارت اعمالا مفروضات ومفاتيح العلوم والتأويل وهكذا السالة قد اشبهت الناطقة اذا اتت بالقرآن المعجز الذي لا يخل شيئا من ضروب الكلام مثل الامروالنهي ومثل الخبر والاستفهام والمنة والسوآل والنداء والدعاء والترغيت:1 الترميب وسائر ما يوجد فيه بما هو من ابنية المنطق ، فلما اشبهت الرسالة في جميع أقسامها اقسام النفس وقواها وأفعالها دلت على ان النفس قد اثبتتها والرسالة قد اوقفتها ولايمتها ، ولنفس في الطبيعة من الفعل ما لا يخفى ذلك على اهل العلم حتى صيرتها متضادة في جوهرها مستحيلة في جملتها غير ثابتة على حالها بل ترى ي متولداتها ما صار في غاية الكدورة بحيث لا ينتفع به انتفاعا كثيرا وتوجب الرسالة هذا النحو في الطبيعيات فاستطابت بعضها فحللها واستخبثت بعضها فحرمتها على ان الاستحالة فيما شرعته الرسالة موجودة اذ تصير الحلال حراما والحرام حلالا والامر نهيا والنهي امرا : فتعلم من هذه الجهة انها ثابتة من جهة النفس اذ شبهتها من هذه الوجوه التي ذكرناها .
وكما ان النفس الناطقة لها خمس من الحواس روحانية والظاهرة من الحواس جسمانية ، فالروحانية للعالم الروحاني واستخراج جواهره والجسمانية للعالم الجسماني وقوام مصالحه ومنافعه ، وكذلك الرسالة متوسطة بين حدود عشرة : خسة روحانية وخمسة جسمانية ، فالحدود الروحانية : على الأصلين والجد والفتح والخيال وهم اسباب هما يكمل حد الناطق وبهم يصل الى حظه من الوحدة ومن قبلهم يطلع على خزائن العلوم الملكوتية والحدود الجسمانية : على الاساس والمم واللاحق واليد والجناح وهم اسباب بهم يكمل دعوته وعليهم يدور رحى الدين ومن قبلهم يستقيم امور المرتادين اليهم الرجوع في المعضلات فقد ثبتت النبوءة من جهة النفس اذا وافقتها في القسمة فاعرفه.
النفس علة الحركات الطبيعية ومن قبلها حدثت الحركة الكريتة في الجسم المستدير المحيط (2 بجميع الاجرام المتصرفة في امكنته التي من جهة حركته حدثت الاختلافات بين العالم الطبيعي ، كذلك النبوءة علة الحركات الدينية ومن قبلها حدثت الحركات الملكية في دوره ووقعت الاختلافات بين الامم في قبول النبوءة (1) في تسخة س وردت الرغبة.
(2) في نسخة س وردت المحاط
صفحة ١٥٠