============================================================
المقالة الثانية المك لصلاح الدين موجودة، وهكذا أرباب السنة من جهة تحاويل سني العالم، فقد يشارك رب السنة الماضية رب السنة المستقبلة في بعض الوجوه ، ويخالفه في البعض منها ليكون مزاج السنة المقابلة للكون والفساد ، فإذا حدثت سنة ثالثة أو رابعة امكن ان يخالف السنة الاولى من جهة الافعال والتغييرات(1 كما ان الركن الاول من جهة السفل الذي هو الارض يشارك الركن الثاني الذي هو الماء من جهة البرودة ، فإذا بغ الركن الثالث الذي هو الهواء فقد خالفه من جميع وجوه الظاهر ، اذ الهواء حار طب ،والارض باردة يابسة، وان كانت بينهما موافقة من جهة باطنهما ، فان باطن اهواء مثل ظاهر الأرض، وباطن الارض مثل ظاهر الهواء . كذلك نقول : ان في بعض قرانات الاجرام العلوية الموجبة للشريعة ولاظهار صاحبها لا يخالف بجملته القرانات الي تثلوه في ايجاب شريعة اخرى وإظهار صاحبها بل يشاركها من جهة بعض خطوط الدائرة الي هي ام الحركات العلوية ، فإذا حدثت قرانات اخرى توجب شريعة ثالثة ، واظهار صاحبها امكن ان يخالفها من جميع الوجوه ، فمن هذه الجهة قلنا انه قد يقع بين الشريعتين مشاركة من جهة التحليل والتحريم .
ايضا فان في المشاركة بين الشريعتين من جهة التحليل والتحريم وجهأ من الحكمة، وضربا من السياسة، وإقامة للحجة على الجاحد، وذلك ان قوم الشريعة الماضية المسوخة اذا رأوا ان صاحب الشريعة الجديدة بحلل بعض ما كانوا يحللونه ويحرم بعض ما كانوا يحرمونه شكوا في امره وتوهموا لعل الحق في يده فيكون ذلك الشك سبب وصوهم(2 الى اليقين والنجاة من الشبهة والحيرة، ولا يمكنهم ان يقولوا انه جاءنا بالباطل المحض الذي لا يشوبه حق، اذ ان بعض ما انى به كانوا يستعملونه ويتقلدونه البعض الذي لا يستعملونه ولا يتقلدونه ربما كان من الشريعة التي كانت قبل الشريعة المنسوخة، فيكون قوم صاحب الشريعة الجديدة عند قوم الشريعة المنسوخة حقين ببعض ما كانوا يستعملونه معذورين بالبعض الذي لا يستعملونه، اذا رأوا انفسهم معنورين لما تركوا من استعمال بعض الشريعة الي كانت قبل شريعتهم، فإذا المشاركة بين الشريعتين توجب هذه اللطائف من السياسة والتدبير .
وايضأ فان صاحب الشريعة الجديدة اذا احل جميع ما كان يحرمه صاحب
(1) سقطت في تستة س.
(2) وردت في نسخة س وصاهم .
صفحة ١٠١