403

إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق‏ - الجزء1

تصانيف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

فصل فى زيارة بيت المقدس ثبت فى الصحيحين عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدى هذا» (1) من حديث أبى سعيد وأبى هريرة، وقد روى من طرق أخرى، وهو حديث مستفيض متلقى بالقبول، أجمع أهل العلم على صحته وتلقيه بالقبول والتصديق.

واتفق علماء المسلمين على استحباب السفر إلى بيت المقدس للعبادة المشروعة فيه؛ كالصلاة والدعاء والذكر وقراءة القرآن والاعتكاف.

وقد روى من حديث رواه الحاكم فى «مستدركه» أن سليمان- (عليه السلام)- سأل ربه ثلاثا: ملكا لا ينبغى لأحد من بعده، وسأله حكما يوافق حكمه، وسأله أنه لا يؤم أحد هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه إلا غفر له (2).

ولهذا كان ابن عمر- رضى الله عنه- يأتى إليه فيصلى فيه، ولا يشرب فيه ماء لتصيبه دعوة سليمان لقوله: «لا يريد إلا الصلاة فيه» فإن هذا يقتضى إخلاص النية فى السفر إليه، ولا يأتيه لغرض دنيوى ولا بدعة.

صفحة ٤٣٣