إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
تصانيف
وقيل: كان عرض الجدار لبنة، ثم إن المسلمين لما كثروا بنوه لبنة ونصفا ثم قالوا: يا رسول الله لو أمرت لزدنا فيه، فقال: «نعم»، فزادوا فيه وبنوا جداره لبنتين مختلفتين ورفعوا أساسه قريبا من ثلاثة أذرع بالحجارة.
ولم يكن للمسجد سطح فشكى الصحابة الحر فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأقيم له سوارى من جذوع النخل ثم طرحت عليها بالعوارض والخصف والإذخر فأصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف عليهم، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين، فقال لهم: «عريش كعريش موسى (عليه السلام) ثمامات وخشبات والأمر أعجل من ذلك» (1).
وقيل: إن جدار المسجد قبل أن يظلل كان قدر قامة وشبرا، ويقال: إن عريش موسى- (عليه السلام)- كان إذا قام أصاب رأسه السقف.
ثم بعد ذلك صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) متوجها إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة، فأقام رهطا على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل- (عليه السلام)- فقال بيده هكذا، فأماط كل حائل بينه وبين مكة من جبل وغيره، واستقبلها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو ينظر إليها، لم يحل دون نظره شىء، فلما فرغ قال جبريل (عليه السلام) هكذا، فأعاد الجبال والأشجار والأشياء على حالها، فصارت قبلته إلى الميزاب (2).
وفى الصحيحين: أن أول صلاة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الكعبة صلاة العصر يوم الاثنين فى النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة (3).
صفحة ٣٧٤