إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
تصانيف
وإن كانت الرواية: «يا محمد» تأدبا وحشمة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وقال العلماء: يجب الأدب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد مماته كما فى حال حياته.
وقد روى عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه أنه قال: لا ينبغى رفع الصوت عند النبى (صلى الله عليه وسلم) حيا وميتا (1).
وروى عن عائشة- رضى الله عنها- أنها كانت تسمع صوت الوتد يوتد فى بعض الدور المطنبة بمسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فترسل إليهم: لا تؤذوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
قالوا: وما عمل على- رضى الله عنه- مصراعى داره بالمناصع توقيا عن ذلك.
وفى صحيح البخارى عن عمر- رضى الله عنه- أنه قال لرجلين من أهل الطائف: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ضربا؛ ترفعان أصواتكما فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2).
ويروى أن أبا جعفر المنصور ناظر مالك بن أنس فى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك فى هذا المسجد فإن الله تعالى أدب قوما فقال: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله (3) الآية، وذم قوما فقال: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات (4) الآية. وإن حرمته كحرمته ميتا، فاستكان له أبو جعفر، ثم قال أبو جعفر: يا أبا عبد الله أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ فقال مالك: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى (5).
وروى عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد أن تغفر لى، فقال الله تعالى: وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه، قال:
صفحة ٣٤٥