إثارة الترغيب والتشويق إلى المساجد الثلاثة والبيت العتيق - الجزء1
تصانيف
بلغ الميل يسعى ويهرول مثل ما قلنا؛ يفعل ذلك سبعة أشواط، أى: سبع مرات يبدأ بالصفا ويختم بالمروة. وهذا السعى واجب عندنا وليس بركن.
وقال مالك والشافعى: هو ركن لا ينوب عنه الدم. وعن أحمد روايتان: فى رواية مثل قول الشافعى، وفى رواية: هو مستحب غير واجب (1).
وإن لم يصعد على الصفا والمروة فى السعى يجوز عندنا ويكره لما فيه من ترك السنة ولا يجب بتركه شىء؛ لأنه من السنن.
وقال الشافعى: استيفاء ما بين الصفا والمروة شرط حتى لو أخل بشىء منه وإن قل لا يجوز كما يقول فى الطواف (2).
وقال بعض أصحابه؛ منهم أبو حفص بن الوليد: إن لم يصعد على الصفا والمروة لا يجزئه.
والأصح عند الشافعى: أن الصعود عليهما ليس بشرط لازم بل الشرط أستيفاء ما بينهما على ما ذكرنا.
ويمكن استيفاء ذلك بأن يلصق عقيبه.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من سعى بين الصفا والمروة ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام».
وقال (صلى الله عليه وسلم) للأنصارى الذى سأله عن الطواف بين الصفا والمروة: «أما طوافك بين الصفا والمروة كعدل رقبة» (3).
وقال الحسن البصرى رضى الله عنه يرفعه إلى النبى (صلى الله عليه وسلم): «كعدل سبعين رقبة من ولد إسماعيل».
***
صفحة ٢٦٠