اتحاف الورى في أخبار أم القرى
تصانيف
فأخبرتها، فأرسلت إليه أن ائت لساعة كذا وكذا، وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها، فقال: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد، هذا الفحل لا يقذع (1) أنفه.
فحضر ودخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى عمومته، ومعه بنو هاشم وسائر رؤساء مضر، فخطب أبو طالب فقال: الحمد لله الذى جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل، وضئضىء معد، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته، وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا، وحرما آمنا، وجعلنا الحكام على الناس. ثم إن ابن أخى هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجل من قريش إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان فى المال قلا فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مسترجعة. ومحمد من قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة، وبذل لها من الصداق ما آجله وعاجله من مالى هذا، وهو مع هذا- والله- له نبأ عظيم، وخطر جليل. فتزوجها وأصدقها عشرين بكرة، وقيل اثنتى (2) عشرة أوقية ذهبا ونشا (3)، والأوقية أربعون درهما، والنش عشرون درهما؛ فذلك خمسمائة درهم.
صفحة ١٣٦