ولما كان هذا المعنى هو المفهوم منها عند الإطلاق صح إطلاق نفيها عما سوى الله عز وجل ولهذا لا يعرف عن أحد من أئمة المسلمين أنه جوز مطلق الاستغاثة بغير الله تعالى ولا أنكر على من نفى مطلق الاستغاثة عن غير الله تعالى
وكذلك الاستعانة أيضا منها ما لا يصح إلا لله وهي المشار إليها بقوله {إياك نعبد وإياك نستعين} فإنه لا يعين على العبادة الإعانة المطلقة إلا الله وقد يستعان بالمخلوق فيما يقدر عليه كما قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى}
وكذلك الاستنصار وقال تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر} والنصر المطلق وهو خلق ما به يغلب العدو لا يقدر عليه إلا الله تعالى
صفحة ٤٢٢