وفي خبر الاستسقاء في الصحيحين اللهم أغثنا اللهم أغثنا يقال أغاثه إغاثة وغوثا وهذا الاسم في هذا المعنى مجيب والمجيب المستجيب قال تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} إلا أن الإغاثة أحق بالأفعال والاستجابة أحق بالأقوال وقد يقع كل منهما موقع الآخر
قالوا والفرق بين المستغيث والداعي أن المستغيث ينادي بالغوث والداعي ينادي بالمدعو وقد تقدم حكاية هذا إلى آخره فليس هذا موضع استقصائه وفيه والاستغاثة بالرسول بمعنى أن يطلب من الرسول ما هو اللائق بمنصبه لا ينازع فيها مسلم كما أنه يستغاث بغيره بمعنى أنه يطلب منه ما يليق به ومن نازع في هذا المعنى فهو إما كافر إن أنكر ما يكفر به وإما مخطئ ضال وأما المعنى الذي نفاه الرسول صلى الله عليه وسلم فهي أيضا مما يجب نفيها ومن أثبت لغير الله ما لا يكون إلا لله فهو أيضا كافر إذا قامت عليه الحجة التي يكفر تاركها
صفحة ٤٢٠