من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي

كمال الدين عبد الغني المرسي ت. غير معلوم
75

من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي

الناشر

دار المعرفة الجامعية

رقم الإصدار

الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

تصانيف

التابعون في السنة: إنه لما تفرقت الصحابة ﵃ أجمعين- في الأمصار التي فتحوها، بثَّ كل واحد منهم في ناحيته، وبالبلد الذي نزله، علمه الذي أخذه عن رسول الله ﷺ، فحكموا بحكم الله ﷿، وأمضوا الأمور على ما سنَّ رسول الله ﷺ، وقد تعلَّم منهم وأخذ عنهم ناس كثيرون، حملوا عنهم جُلَ علومهم من الفرائض والأحكام والحلال والحرام والآداب، وذلك في كل بلد من البلدان، ومنهم خلق كثير اختصوا بالعلم وعُرِفُوا به، فهم الطبقة الثانية بعد أصحاب رسول الله ﷺ، وقد سماهم أهل العلم التابعين؛ لأنهم يندرجون فيمن تبع السابقين الأولين بإحسان. وهم الذين عناهم الرسول الكريم في الحديث المروي عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله ﷺ: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يخلف قوم تسبق أيمانهم شهادتهم، ثم يظهر فيهم السمن" ١. فهؤلاء الطبقة الذين أخذوا عن صحابة رسول الله ﷺ الأحكام والسنن والآثار أتقنوا العلم وفقهوا فيه، فصاروا برضوان الله ﷿ وجميل ما أثنى عليهم، بالمنزلة التي نزههم الله بها، بعيدين عن أن يلحقهم مغمز، أو تدركهم وصمة؛ لتيقظهم وتثبتهم؛ ولأنهم البررة الأتقياء الذين ندبهم الله ﷿ لإثبات دينه، وإقامة سننه وسبله٢.

١ الخطيب البغدادي: كتاب الكافية في علم الرواية، ص٩٥. ٢ راجع، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل ج ١/ ٩ المقدمة.

1 / 77