من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي
الناشر
دار المعرفة الجامعية
رقم الإصدار
الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م
تصانيف
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه"، ثم يقول: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ " رواه مسلم١. قال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن، عن الأسود بن سريع قال: أتيت رسول الله ﷺ، وغزوت معه، فأصبت ظفرًا، فقاتل الناس يومئذ حتى قتلوا الولدان، فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، فقال رجل: يا رسول الله، أما هم أبناء المشركين؟ فقال: "لا، إنما خياركم أبناء المشركين -ثم قال: لا تقتلوا ذرية، لا تقتلوا ذرية، وقال: "كل نسمة تولد على الفطرة، حتى يعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانه أو ينصرانها"، رواه النسائي في كتاب السير. وعن جابر، عن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرًا وإما كفورًا". وعن ابن عباس ﵄، أن رسول الله -صلى الله عليه سلم- سئل عن أولاد المشركين فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم"، أخرجاه في الصحيحين عن ابن عباس مرفوعًا بذلك، وقد قال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا عفّان، حدثنا حماد -يعني: ابن سلمة، أنبأنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: أتى عليَّ زمان وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين، حتى حدثنى فلان عن فلان أن رسول الله
_________
١ مسلم بن الحجاج القشيري، صحيح مسلم، كتاب القدر، ج٢، ص٤٥٨، طبعة عيسى الحلبي، دار إحياء الكتب العربية.
1 / 12