شروط الرقية
الرقية الشرعية يشترط فيها شروط ثلاثة حتى يتم الشفاء بها من السحر بإذن الله: الشرط الأول: أن تكون بلسان العرب، وأن تكون بالآيات القرآنية والأذكار النبوية.
الشرط الثاني: عدم الاعتقاد في هذه الرقية بأنها هي التي تشفي، فإن بعض السفهاء إذا منَّ الله عليه بالشفاء من القراءة ظن أن القراءة هي التي شفته، ولذلك تراه يميل جدًا للراقي، ويميل جدًا للرقية، مع أن المسألة بيد الله جل في علاه، ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ [البقرة:١٠٢]، وأيضًا لا يشفون أحدًا إلا بإذن الله جل في علاه، والاعتقاد في غير الله شرك.
الشرط الثالث: تقوى الراقي ويقين المرقي، وهذه مهمة جدًا وتكاد أن تكون منعدمة، فنرى كثيرًا من الإخوة يُقرأ عليه البقرة كلها بدون فائدة، ثم يختم عليه القرآن كله بدون فائدة لأمرين: إما أن الراقي ليس بتقي وليس بمتدبر لقول الله جل في علاه، وإما أن المرقي ليس مستيقنًا بالله جل في علاه، فهو يفعل ذلك من أجل أن يختبر ربه جل في علاه، فحتى تأتي هذه الرقية بثمارها لا بد أن يستيقن المرقي بأن الشفاء بيد الله، وأن الرقية سبب من الأسباب الصحيحة للشفاء ولا بد أن يكون الراقي تقيًا ورعًا، وهذا أمر تؤيده الآثار الصحيحة.
فـ ابن تيمية ﵁ وأرضاه أخذ رجلًا مسحورًا وقرأ عليه وقال للجني: اخرج فإنك ظالم، قال: أخرج كرامة لك، قال: لا أيها الخبيث! بل أخرج لأنك ظالم؛ طاعة لله جل في علاه، فقد أراد الجني أن يدخله في العجب والعياذ بالله.
وأحمد بن حنبل قيل له: إن شخصًا ما مسحور، فبعث إليه بنعليه وجاء الخادم بنعل أحمد، فلما علم الجني أن هذا نعل أحمد قال: أخرج، ولذلك يقال: لما مات أحمد رحمة الله عليه ورضي الله عنه رجع الجني إلى المسحور.
والمقصود أن تقوى الراقي سبب ناجح في تمام العلاج.
6 / 8