الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير
الناشر
مكتبة السنة
رقم الإصدار
الرابعة
تصانيف
مكث هذا الإمام في تأليف كتابه خمس عشرة سنة١؛ بحث ونقب، وقرأ، واختصر، وسهر فيه الليالي الطوال، وكان كثيرا ما ينشد، وحق له ذلك:
سهري لتنقيح العلوم ألذَّ لي ... من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة ... أشهى وأحسن من مدام الساقي
وألذ من نقر الفتاة لدفها ... نقري لدفع الرمل عن أوراقي٢
١- ابتدأ تأليفه في رجب سنة ١٢٥٢هـ، وفرغ منه في ربيع الآخر سنة ١٢٦٧هـ أي قبل وفاته بنحو ثلاث سنين. ٢ كان من عادة السابقين، وقد أدركناهم أنهم يجففون كتاباتهم بوضع التراب عليها.
والخلاصة:
أن كتب التفسير ما عدا القليل منها سواء منها ما كان بالمأثور صرفا، أو غلب عليه المأثور أو كان بالرأي والاجتهاد، لم تخل غالبا من الإسرائيليات الباطلة، والأحاديث الموضوعة، والواهية.
وبحسبنا ما قدمته من ذكر أشهر كتب التفسير أيا كان لونه، والتعريف بكل تفسير، ولا سيما من الجهة التي ألفت لأجلها كتابي هذا، لأن هذا الكتاب ليس دراسة موضوعية لكتب التفسير، وإلا لتناولت كل تفسير من جوانبه المتعددة.
ولا يضير القارئ: أني لم أذكر كل كتب التفسير: مخطوطها، ومطبوعها؛ لأن منهجي كما أسلفت: التنبيه إلى الإسرائيليات، والموضوعات، وبيان من ذكرها في تفسيره في حدود ما استطعت، واطلعت عليه، فإذا وجدها القارئ في أي كتاب في التفسير، بل وفي غيره ككتب الوعظ والأخلاق، والتاريخ، والقصص، والأدب..... فلا يغتَرَّ بها، وليحذر من اعتقاد ما فيها، أو إذاعته ونشره، وبذلك تكون الفائدة بهذا الكتاب أعم، وأشمل إن شاء الله تعالى.
نقد التفسير بالمأثور إجمالا:
ذكرت فيما سبق: نقد بعض العلماء الأئمة المحدثين للتفسير بالمأثور إجمالا.
فمن ذلك: قول الإمام أحمد: "ثلاثة ليس لها أصل: التفسير، والملاحم، والمغازي".
١- ابتدأ تأليفه في رجب سنة ١٢٥٢هـ، وفرغ منه في ربيع الآخر سنة ١٢٦٧هـ أي قبل وفاته بنحو ثلاث سنين.
٢ كان من عادة السابقين، وقد أدركناهم أنهم يجففون كتاباتهم بوضع التراب عليها.
1 / 147