ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله تعالى على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق فرجعت فوضع شطرها، فرجعت الى موسى قلت: وضع شطرها، قال: ارجع الى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك فراجعته فقال: هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي. فرجعت الى موسى قال: ارجع الى ربك. قلت: قد استحييت من ربي ثم انطلق بي حتى انتهى الى سدرة المنتهى وغشيها ألوان لا أدري ما هي ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، وإذا تربها المسك". والحديث أخرجه البخاري:
كتاب الصلاة (باب كيف فرضت الصلاة)
فتح (ريان) 1م547 ح 349
كتاب الحج: ( باب ما جاء في زمزم ح 1636) مختصرا.
كتاب الأنبياء ( باب ذكر إدريس عليه السلام ح 3342).
(الحديث الثالث)
وقال البخاري أيضا:
حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله، حدثني سليمان وهو ابن بلال عن شريك بن عبدالله يعني ابن أبي نمر قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
" ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مسجد الكعبة جاءه ثلاثة نفر قبل أن يوحى إليه وهو نائم في المسجد الحرام، فقل أولهم: أيهم هو؟ فقال: أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم، وكانت تلك الليلة فلم يرهم، حتى أتوه ليلة أخرى فيما يرى قلبه وتنام عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل فشق جبريل ما بين نحره الى لبته حتى فرغ من صدره وجوفه فغسله من ماء زمزم حتى أنقى جوفه، ثم أتى بطست من ذهب محشوا إيمانا وحكمة فحشا به صدره ولغاديده يعني عروق حلقه ثم أطبقه.
صفحة ٥