ثم رفعت الى سدرة المنتهى، فغشاني فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى، قال: ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة وفرضت علي خمسون" فذكر مراجعته بين موسى وربه، ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب إني أتيت البارحة بيت المقدس وعرج بي الى السماء ورأيت كذا وكذا، فقال أبو جهل يعني ابن هشام : ألا تعجبون مما يقول محمد؟ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس، ثم أصبح فينا وأحدنا يضرب مطيته مصعده شهرا ومنقلبه شهرا، فهذه مسيرة شهرين في ليلة واحدة! قال: فأخبرهم بعير لقريش لما كانت في مصعدي رأيتها عند العقبة، وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا، ومتاعه كذا وكذا، فقال رجل من المشركين: أنا أعلم الناس ببيت المقدس، وكيف بناؤه، وكيف هيئته، وكيف قربه من الجبل، قال: فرفع لرسول الله بيت المقدس من مقعده ينظر اليه كنظر أحدنا الى بيته، بناؤه كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا وكذا، فقال: صدقت.
دلائل النبوة: 2/36142.
تفسير ابن كثير: 5/2023.
وهذا العبدي مرمي بالكذب متهم بالبدعة. مطعون في الدين. لذلك قال شعبة وكان شديدا:
"لئن أقدم فتضرب عنقي أحب الي من أن أحدث عن أبي هارون" وانظر ترجمته في ضعفاء البخاري برقم 282، النسائي/476 الذهبي في الميزان 3/173.
(الحديث التاسع)
وقال البيهقي:
حدثنا أبو سعيد الماليني، حدثنا ابن عدي، حدثنا محمد بن الحسن السكونين حدثنا علي بن سهل، حدثنا حجاج، حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي، أو غيره، عن أبي هريرة، قال:
جاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وآل وسلم ومعه ميكائيل، فقال جبريل لميكائيل: ائتني بطست من ماء زمزم كيما أطهر قلبه، واشرح له صدره، قال: فشق عنه بطنه فغسله ثلاث مرات، واختلف اليه ميكائيل بثلاث طساس من ماء زمزم، فشرح صدره، ونزع ما ان فيه من غل، وملأه حلما وعلما، وإيمانا ويقينا وسلاما، وختم بين كتفيه بخاتم النبوة.
صفحة ٢١