إن سيدتي بعثتني إليك؛ لأعرض حالتها عليك، وذلك أن أباها أمر بحبسها في الدار، وأنها لا تزور ولا تزار؛ لأنها رفضت خطبة حسيب، وقالت: إن قلبها لغيرك لا يجيب، وأصبحت أسيرة الفراش، تتهافت على النار كالفراش، وطالما أحضروا لها الأطباء والحكماء الألباء، فما أمكنهم تشخيص الداء، ولا معرفة الأدواء، وانقطع من صحتها الأمل، وخاب في شفائها العمل، وهي مع ذلك تترنم بذكراك، ولا ترتاح لغير هواك، وتقول لك إنها على عهدك القديم. فهل أنت يا لطيف على عهدها مقيم.
لطيف :
أبلغي عني لطيفة
أنني فيها عليل
وأخبريها يا أليفة
عن ضنى جسمي النحيل
حالتي فيها مخيفة
وأنا فيها قتيل
واسعفيني يا أليفة
منك بالرد الجميل
صفحة غير معروفة