وسطية الإسلام وسماحته - وهبة الزحيلي
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
وقال في الكشاف (١): ومثل ذلك الجعل العجيب جعلناكم " أمة وسطًا " أي خيارًا، وهي صفة بالاسم الذي هو وسط الشيء. وقيل: للخيار: وسط لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل، والأوساط محمية محوطة.
وقال الرازي (٢): الوسط: هو العدل في قول جماعة بدليل الآية والخبر والشعر والنقل والمعنى، أما الآية فهي ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ [القلم: ٢٨]، والخبر: ما رواه القفال عن الثوري عن أبي سعيد الخدري عن النبي ﷺ: «أمة وسطًا» قال: عدلًا) وما رواه ابن السمعاني عن علي مرفوعًا: «(خير الأمور أوسطها) أو (أوساطها)» وفي رواية ابن عباس عند الديلمي مرفوعًا: «خير الأمور أوسطها» (٣) . والشعر قول زهير:
هم وسط يرضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي العظائم
والنقل كما قال الجوهري في الصحاح: (أمة وسطًا) أي عدلًا، والمعنى: أن المتوسط في الأخلاق يكون بعيدًا عن طرفي الإفراط والتفريط، فكان معتدلًا فاضلًا.
وأكد القرطبي تفسير الوسط بأنه العدل.
_________
(١) ١ / ٢٤٢.
(٢) تفسير الرازي ٤ / ٩٨.
(٣) حديث علي بسند فيه مجهول، وحديث ابن عباس عند الديلمي بلا سند.
1 / 6