وسطية الإسلام وسماحته - وهبة الزحيلي
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
فمن القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: ٧٨]، ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: ١٨٥]، ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: ٢٨]، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: ٢٨٦]، ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: ١٦] .
قال الشاطبي (١): إن الأدلة على رفع الحرج في هذه الأمة بلغت مبلغ القطع، أي اليقين، وقد سمّى الله هذا الدين الحنيفية السمحة، لما فيه من التسهيل والتيسير.
ومن السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة ثابتة، منها قوله ﷺ: «بعثت بالحنيفية السمحة» (٢)، «إن هذا الدين يُسْر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا» (٣) أي اقصدوا السداد من الأمر وهو الصواب، واطلبوا المقاربة وهي القصد في الأمر الذي لا غلو فيه ولا تقصير، وأبشروا بالنجاة وتحقيق الغايات.
وفي حديث آخر تضمن خطابًا عامًا للصحابة الكرام: «يسّروا ولا تعسروا، وبشّروا ولا تنفروا» (٤) .
_________
(١) الموافقات ١ / ٢٤٠.
(٢) أخرجه أحمد في مسنده من حديث جابر وأبي أمامة ﵄، والديلمي في مسند الفردوس من حديث عائشة ﵂.
(٣) أخرجه البخاري والنسائي عن أبي هريرة ﵁.
(٤) أخرجه البخاري ومسلم.
1 / 39