مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الناشر
موقع الجامعة على الإنترنت
تصانيف
ومن الأمراض التي عالجها ﷺ بحكمته الظلم والجور، وازدراء المساكين، والتفاخر بالأحساب والأنساب. فنشر فيهم العدل، وعمهم الاطمئنان والاستقرار، وصار مقياس الفضل بينهم تقوى الله بدلا من اعتبار ذلك بالحسب والنسب، وقد أعلنها ﷺ صريحة في حجة الوداع في أعظم جمع شاهده ﵊ حيث قال: "ألا لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى، الناس لآدم، وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله اتقاكم " أو كما قال. ولما بلغه ﷺ شأن المخزومية التي سرقت أمر بقطع يدها فراجعه أسامه بن زيد فأنكر ﷺ عليه ذلك وقال ﷺ المقالة التي برهن بها عن مدى تحقيق العدالة: "وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها". وقد أشار ﷺ في جوابه لأسامة ابن زيد بأن العدول عن العدل سبب هلاك الأمم المتقدمة حيث قال: "إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.."
1 / 10