الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

عبد الرحمن حبنكة الميداني ت. 1425 هجري
31

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى المستكملة لعناصر خطة الكتاب ١٤١٨هـ

سنة النشر

١٩٩٨م

مكان النشر

دمشق

تصانيف

صلوات الله عليه أنكر الله عليهم ذلك بقوله تعالى في سورة "النحل: ١٦ مصحف/ ٧٠ نزول": ﴿أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ . الانحراف الثاني: يكون بلبس الحق بالباطل، وذلك بإدخال صور من الباطل ضمن مجموعة صور من الحق، للإيهام بأنها حق كلها، ولا بد أن يكون الباعث عليه هوى من أهواء النفوس المنحرفة. الانحراف الثالث: يكون بكتمان الحق مع العلم به، والسكوت عن الباطل مع معرفة أنه باطل، ولا بد أن يكون الباعث على هذا الانحراف هوى من أهواء النفوس المنحرفة أيضًا. ومن أمثلة هذين الانحرافين الثاني والثالث ما عليه حال أهل الكتاب، فهم يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون، ولذلك خاطبهم الله ﷿ بكثير من التأنيب والتثريب بقوله تعالى في سورة "آل عمران: ٣ مصحف/ ٨٩ نزول": ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ . خاتمة: وهكذا تظهر أسس الحضارة الإسلامية لا دجل فيها ولا تخريف، ولا تعرج فيها ولا التواء، إنها ذات منهج وضاح مشرق؛ إذ أخذت بمبدإ الحق، والتزمته في كل ما انطلقت إليه من مجد فكري واعتقادي، أو عملي تطبيقي، والتزامها بمبدإ الحق جعلها تنفر من الباطل وتتجهم له حيث كان، وجعلها تقاومه وتصارعه مهما وقف في سبيلها وأعاق تقدمها وارتقاءها. وأعداء الحق وأنصار الباطل هم أعداء الحضارة الإسلامية الصحيحة، وهم الذين يصنعون العثرات في طريقها. وأنصار الحق يكسحون باستمرار هذه العثرات وهم يقولون: "حسبنا الله ونعم الوكيل".

1 / 47