الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الثالثة
تصانيف
وإذن فمثل هؤلاء الجامدين لا يستحقون الحياة ولا العيش فجاءهم نصيبهم:
﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ .
لقد انتهى أمرهم في كلمتين: ﴿فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ وطوي قوم عاد الجبارون، وطويت مصانعهم، وطوي معهم ما كانوا فيه من نعيم، وما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون١.
وقالها من بعدهم قوم إبراهيم.
﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ، قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ﴾ ٢.
فلم يكن لهم جواب ولا حجة سوى أنها صنيع آبائهم صنعة الضلال والغي، ويتكرر السؤال:
﴿هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ، أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ﴾ ٣.
فلم يكن لهم جواب غير:
﴿بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ ٤.
١ راجع في ظلال القرآن ج١٩ ص١٠٤. ٢ الآيتان رقم ٥٢، ٥٣ من سورة الأنبياء. ٣ الآيتان ٧٢، ٧٣ من سورة الشعراء. ٤ الآية رقم ٧٤ من سورة الشعراء.
1 / 80