الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها

رؤوف شلبي ت. 1415 هجري
72

الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الثالثة

تصانيف

كان للقوم عيد يخرجون فيه يومها إلى الحدائق والبساتين بعد أن يضعوا بواكير الثمار بين يدي أصنامهم لتباركها وبعد أن يتنزهوا يعودون إلى الأصنام ليأخذوا طعامهم المبارك١. فلما كان ذلك اليوم وكان سيدنا إبراهيم قد يئس من استجابتهم للحق الأبلج وأيقن من انحراف فطرتهم وأن إصلاحها صار عسيرا اعتزم أمرا. فلما دعوه يوم عيدهم إلى الخروج معهم، قلب نظره إلى السماء، وقال لهم: إني سقيم لا طاقة لي بالخروج معكم إلى المتنزهات، فالذي يخرج إليها إنما هو طالب اللذة والمتعة خالي القلب، وقلبي لم يكن في راحة من أمركم ولا يستروح مشاركة الراحة معكم. ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ تصوير لمدى ما بذله معهم من الجهد ليخرجهم من الظلمات إلى النور فأبوا. ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ إنه مخلص صادق في مواجهة قوم بلداء الحس كاذبي الوجدان. وذهب سيدنا إبراهيم إلى الأصنام والثمار الجنية أمامهم طيبة شهية كما هي لم يأكلوا منها شيئا فقال لهم متهكما مستهزئا: ﴿أَلا تَأْكُلُونَ﴾؟

١ الوثنيون هنا في ماليزيا وخاصة الذين هم من أصل سيلاني ما زالوا ماكثين على هذه الضلالة بنفس هذا الأسلوب الجاهلي القديم الرجعي.

1 / 64