الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها
الناشر
دار القلم
رقم الإصدار
الثالثة
تصانيف
فقد أدرك ببصيرة المسلم أن الدعوة الإسلامية، بتركيبها لا تنسجم ولا ينبغي أن تنسجم مع قيود المنطق واحترازاته فأطلقها من هذا العقال لأنها ربانية في وجهتها ومنهاجها.
إنها ربانية في كل شيء يتصل بها والمنطق الأرسطي بشرى في كل شيء.
ولهذا فقد عرفها الأستاذ البهي الخولي بتعريف خاص بعيد عن قيود المنطق فقال:
"هي نقل الأمة من محيط إلى محيط"١.
ثم يعلل ذلك بقوله:
"ومن ظنها غير ذلك فقد جهل نفسه ورسالته"٢.
إن الذاتية الإسلامية هي الموقف الطبيعي الذي يجب أن يمارسه وأن يلتزمه المسلم العادي بله الداعية ولعل في الحديث الشريف: "رضيت بالله تعالى ربا، وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد ﷺ نبيا ورسولا" ٣.
ما يلزم المسلم باتباع هذه الذاتية، اتباعا في التفكير، وفي السلوك، وفي المشاعر، وفي البحث، ويزكي هذا الاتجاه قول الرسول ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين" ٤.
_________
١ تذكرة الدعاء ص٣٠ الأستاذ البهي الخولي.
٢ تذكرة الدعاء ص٣٠، ٣١.
٣ في رواية أبي داود: "من قال إذا أصبح، وإذا أمسى: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد ﷺ نبيا ورسولا، إلا كان حقا على الله أن يرضيه".
٤ أخرجه البخاري ومسلم.
1 / 31