الله، كما قال علي بن أبي طالب، ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء، ومحاجا لطرق الصلحاء، وبرهانا لمن تكلم به، وشاهدا لمن خاصم به، وفلجا لمن حاج به، وعلما لمن وعى، وحديثا لمن روى، وحكما لمن قضى.
القرآن أكبر معجزة للرسول؛ هو المرجع
10
حين يجد الخلاف، وهو أيضا المعجزة الصريحة التي يعتز بها العقل، ويصح للمسلمين أن يواجهوا بها العالم غير مترددين، يحمل عدوه على الإيمان به والخشوع لديه، ولو صحت - لا صحت أراجيف الملحدين - من أن القرآن من إنشاء محمد بن عبد الله، لكان محمد هذا أعظم رجل شهد هذا الوجود:
وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون * بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون ،
قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا * ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا * وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ،
11
وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين * أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون .
فالقرآن بإعجازه يضرب الأمثال للحاضرين بالغابرين، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويشتمل على أنواع من الأعمال كلف بها العباد،
12
صفحة غير معروفة