158

الإسلام أصوله ومبادئه

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

وسأبين لك شيئا من عواقب الكفر على وجه التفصيل، وهي: ١ - الخوف وعدم الأمن: وعد الله الذين آمنوا به واتبعوا رسله بالأمن التام في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: ٨٢] (١) والله هو المؤمن والمهيمن، وهو المالك لجميع ما في الكون، فإذا أحب عبدا لإيمانه منحه الأمن والسكينة والطمأنينة، وإذا كفر به المرء سلبه طمأنينته وأمنه، فلا تراه إلا خائفا من مصيره في الدار الآخرة، وخائفا على نفسه من الآفات والأمراض، وخائفا على مستقبله في الدنيا، ولذا يقوم سوق التأمين على النفس وعلى الممتلكات لعدم الأمن، ولعدم التوكل على الله. ٢ - المعيشة الضنك: خلق الله الإنسان، وسخر له جميع ما في الكون، وقسم لكل مخلوق حظه من الرزق والعمر، فأنت ترى الطير يغدو من عشه ليجد رزقه فيلتقطه، وينتقل من غصن إلى غصن، ويتغنى بأعذب الألحان، والإنسان مخلوق من هذه المخلوقات التي قسم لها رزقها وأجلها، فإن آمن بربه، واستقام على شرعه، منحه السعادة والاستقرار، ويسر له أمره، وإن لم يتوافر له إلا أدنى مقومات الحياة.

(١) سورة الأنعام، الآية: ٨٢.

2 / 160