133

الإسلام أصوله ومبادئه

الناشر

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

تحريف، ولم يدخله زيادة، إذ حرص المسلمون على أن يبقى القرآن الكريم خالصا من كل شائبة، فلم يخلطوه بغيره من سيرة الرسول ﷺ، أو سيرة الصحابة ﵃، أو تفسير القرآن الكريم، أو أحكام العبادات والمعاملات. ٢ - أن الكتب القديمة لا يعرف لها اليوم سند تاريخي، بل بعضها لا يعرف على من نزلت، ولا بأي لغة كتبت، بل قسم منها نسب إلى غير من جاء به. أما القرآن فنقله المسلمون عن محمد ﷺ نقلا متواترا شفهيا وكتابيا، ولدى المسلمين في كل عصر ومصر آلاف الحفاظ لهذا الكتاب، وآلاف النسخ المكتوبة منه، وما لم تتفق النسخ الشفهية منه مع النسخ المكتوبة فلا يعتد بالنسخ المخالفة، فلا بد أن يتفق ما في الصدور مع ما في السطور. وفوق ذلك فإن القرآن نقل نقلا شفهيا لم يحظ به أي كتاب من كتب الدنيا، بل لم توجد صورة هذا النقل إلا في أمة محمد ﷺ، وطريقة هذا النقل: أن يحفظ الطالب القرآن على شيخه حفظا عن ظهر قلب، وشيخه قد حفظه على شيخه، ثم يمنح الشيخ تلميذه شهادة تسمى " إجازة " يشهد فيها الشيخ بأنه أقرأ تلميذه ما قرأه هو على مشايخه شيخا بعد شيخ، كل منهم يسمي شيخه باسمه إلى أن يصل السند إلى رسول الله ﷺ، وهكذا يتسلسل السند الشفهي من الطالب إلى الرسول ﷺ.

2 / 135