الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام

يوسف أحمد ت. 1361 هجري
69

الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام

تصانيف

ويظهر لنا، من كل ما قدمناه، أن الحقد على المسلمين لا يزال كامنا في صدور الأحباش في هذه الأيام، كما كان في الأيام السالفة، حتى إنهم لا يأكلون من ذبيحة المسلم، ويجتهدون في أن تكون حالتهم وهيئاتهم ممتازة عن المسلمين، كما مر لنا في ذكر «الشريطة الزرقاء».

ومن أسباب التباعد والجفاء بين المسيحيين والمسلمين أن المسيحيين يحرصون الحرص كله على أن يكون في أعمالهم وحركاتهم ما يميزهم عن المسلمين، كأن يعلقون مثلا في أعناقهم «عقدا» خاصا يسمى في لغتهم الأمحرية «ماتب».

نعم، إن نفور الحبشي المسيحي من معاشرة الحبشي المسلم وابتعاده عنه يعد خيرا عظيما للمسلمين، لو أنه كان خاليا من الظلم والتعسف؛ لأن حالة الأحباش المسيحيين ومعيشتهم مصحوبة بشيء من القذارة والخطرات الصحية.

فقد ذكر صاحب «الرحلة الحبشية» في الصفحة 182 عبارة تدل على ذلك، ننقلها بحروفها، قال:

الأحباش المسيحيون - ما عدا أكابرهم - لا يغسلون أجسامهم ولا ملابسهم؛ فلذلك لا يصعب على الإنسان بعد مخالطتهم برهة قليلة أن يفرق بين المسيحي والمسلم؛ لأن المسلم يجدد وضوءه كل يوم جملة مرات، فتظهر آثار ذلك عليه.

والأمراض المعدية القتالة، مثل «الزهري» وغيره منتشرة بين عوام «الأمحريين» المسيحيين؛ لكثرة اختلاط النساء بالرجال.

وأما المسلمون فقلما تنشر فيهم هذه الأمراض. ا.ه.

الجمعيات الخيرية الإسلامية بالحبشة

أسس المسلمون في الحبشة كثيرا من الجمعيات الخيرية «الإسلامية» لتعليم أبناء المسلمين وتثقيفهم، ومع أن الحكومة لا تمدها بأي عناية أو إعانة، فإنها جاءت بأعمال عظيمة، وهي السبب في إرسال «البعثة الأزهرية» إلى الحبشة، كنادي الاتفاق الإسلامي، والجمعية الوطنية، وجمعية التعاون، وجمعية الشبان المسلمين.

وقد كتب رئيسها إلى جريدة «روز اليوسف» الغراء ثناء على أعضاء البعثة الأزهرية، درج في عددها المؤرخ 21 أكتوبر سنة 1935، وينتظر أن تكون هذه الجمعيات المؤلفة من خيار المسلمين في الحبشة سببا في سعادة أولئك المخلصين في الآتي إن شاء الله تعالى.

صفحة غير معروفة