الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه
الناشر
الاتحاد الإسلامي للمنظمات الطلابية IIFSO
رقم الإصدار
الخامسة
سنة النشر
١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م
تصانيف
تطورًا كبيرًا، واستحدث من الصناعات والمخترعات ما لم يكن يخطر على خيال إنسان، وتغيرت قواعد القانون الوضعي ونصوصه أكثر من مرة، لتتلاءم مع الحالات الجديدة والظروف الجديدة بحيث انقطعت العلاقة بين قواعد القانون الوضعي التي تطبق اليوم، وبين قواعده التي كانت تطبق يوم نزلت الشريعة، وبالرغم من هذا كله، ومن أن الشريعة الإسلامية، لا تقبل التغيير والتبديل، ظلت مبادؤها ونصوصها أسمى من مستوى الجماعات، وأكفل بتنظيم وسد حاجاتهم، وأقرب إلى طبائعهم وأحفظ لأمتهم وطمأنينتهم.
هذه هي شهادة التاريخ الرائعة، يقف بها في جانب الشريعة الإسلامية، وليس ثمة ما هو أروع منها إلا شهادة النصوص ومنطقها وخذ مثلًا قوله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾ (١). وقوله: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (٢). وقوله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ (٣). وقول الرَّسُولِ ﷺ: «لاَ ضَرَر وَلاَ ضِرَارَ فِي الإِسْلاَمِ» فهذه نصوص من القرآن وَالسُنَّةِ، بلغت من العموم والمرونة الحد الأقصى. وهي تقرر «الشُّورَى» قاعدة للحكم على الوجه
_________
(١) [سورة آل عمران، الآية: ١٥٩].
(٢) [سورة الشورى، الآية: ٣٨].
(٣) [سورة المائدة، الآية: ٢].
1 / 20