الإسلام والتوازن الاقتصادي بين الأفراد والدول

محمد شوقى الفنجرى ت. 1431 هجري
59

الإسلام والتوازن الاقتصادي بين الأفراد والدول

الناشر

وزارة الأوقاف

تصانيف

والآخرة، بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ ١. ولقد بلغ حرص الإسلام على التنمية الاقتصادية وتعمير الدنيا، أن قال الرسول ﵊: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة "نخلة صغيرة" فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها، فليغرسها" ٢. وساوى الإسلام بين المجاهدين في سبيل الدعوة الإسلامية وبين الساعين في سبيل الرزق والنشاط الاقتصادي بقوله تعالى: ﴿وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ٣. أكثر من ذلك اعتبر الإسلام السعي على الرزق وخدمة المجتمع وتنميته من أفضل ضروب العبادة: فقد ذكر للرسول ﵊ رجل كثير العبادة، فسأل: "من يقوم به؟ "، قالوا: أخوه، فقال ﵊: "أخوه أعبد منه" ٤. وقد أراد أحد الصحابة

١ الإسراء: ٧٢. ٢ رواه البزار والطبراني. ٣ المزمل: ٢٠. ٤ الجامع الصغير للسيوطي.

1 / 63