الإسلام والدستور
الناشر
وكالة المطبوعات والبحث العلمي وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥هـ
تصانيف
وقوله ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [الشورى: ٣٨] (١) وقد طبق رسول الله ﷺ مبدأ الشورى في مواقف كثيرة، وسأتعرض فيما يلي لبعض وقائع الشورى وتطبيقاتها في العهد النبوي:
أ - ما حدث في غزوة بدر حين نزل الرسول ﷺ بجيش المسلمين عند أول ماء وجده، فقام إليه أحد الصحابة وهو الحباب بن المنذر ﵁ وقال له: يا رسول الله، هذا المنزل الذي نزلته، منزل أنزلك الله إياه، فليس لنا أن نجاوزه أو منزل نزلته للحرب والمكيدة؟ فقال: بل منزل نزلته للحرب والمكيدة، فقال: يا رسول الله، ليس بمنزل، ولكن سر بنا حتى ننزل على أدنى ماء يلي القوم ونغور ما وراءه من القلب ونسقي الحياض، فيكون لنا ماء وليس لهم ماء، فقال له الرسول ﷺ: لقد أشرت بالرأي وسار بالجيش إلى المكان المشار به (٢) .
ب - مشاورة الرسول ﷺ لأصحابه في شأن أسرى بدر، حيث أشار عليه أبو بكر الصديق ﵁ باستبقائهم واستتابتهم أو فك أسرهم وافتدائهم بالمال، وأشار عمر ﵁ بضرب أعناقهم، فأخذ الرسول ﷺ برأي أبي بكر، ولكن الله عاتب نبيه على ذلك (٣) .
جـ - وتبرز صورة الشورى في أروع معانيها في مشاورة الرسول ﷺ لأصحابه في أمر الخروج لملاقاة الأعداء في غزوة أحد،
(١) سورة الشورى، آية: ٣٨. (٢) ابن هشام، السيرة النبوية، جـ٢ ص٦٢، روى حديث الحباب هذا ابن هشام عن ابن إسحاق، ورواه الحاكم كذلك (٣ / ١٢٦، ١٢٧) . (٣) ابن كثير، البداية والنهاية، جـ٣، ص ٣٠٦. روى الحديث ابن عباس وأخرجه مسلم: في الجهاد والسير باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم.
1 / 135