إصلاح المنطق
محقق
محمد مرعب
الناشر
دار إحياء التراث العربي
رقم الإصدار
الأولى ١٤٢٣ هـ
سنة النشر
٢٠٠٢ م
أَعْوَرَ، ويقال: قد أَخْلَيْتُ المكان إذا صادفته خاليًا، وقد خَلَيت الخلا، إذا جَزَزتَهُ، قال عتي بن مالك العقيلي:
أتيت مع الحُدَّاث ليلي فلم أبن ... وأَخْلَيْت فاستعجمت عند خَلَائي
ويقال: قد أَرْعَى الله الماشية، أي أنبت لها ما تَرْعَى، وقد أَرْعَيْت عليه، إذا أَبْقَيْت عليه، وقد َرَعيت الماشية أَرْعَاها رَعْيًا، وقد َرَعيت ُحْرمته ِرَعاية، وقد َأْقَتْلتُهُ، إذا عرضته للقتل، وقد قَتَلتُهُ، إذا وليت ذلك منه أو أَمَرت به، وقد أَطْرَدْتُهُ، إذا صيرته طَرِيدًا، وقد َطَردتُهُ، إذا نَفَيته عنك، وقد أَقْبَرْتُهُ، إذا صيرت له قَبْرًا يدفن فيه، قال الله جل ثناؤه: ﴿ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُِ﴾ [عبس: الآية:٢١]، قال أبو عبيدة: وقالت بنو تميم للحجاج، وكان قَتَل صالحًا وصلبه: "أقبرنا صالحًا١"، وقد أَقْبَرْتُهُ، إذا دفنته، وقد أَبَعت الشيء إذا عَرَضته للبيع، وقد بِعْتُهُ أنا من غيري، قال الهمداني٢:
فرضيت آلاء الكميت فمن يُبِع ... فرسًا فليس جوادنا بمُبَاع
أي بمعرض للبيع، ويقال: قد أَنْجَت السماء، إذا وَلَّت، وقد نَجَا من كذا وكذا يَنْجُو نَجَاء ونَجَاة مقصور، وقد أَنْسَلَت الناقة وَبَرَهَا، إذا أَلْقَتْه، وقد نَسَلت بولد كثير تَنْسُلُ، وقد نَسَل الوبر يَنْسُلُ ويَنْسِلُ، إذا سقط نَسَلانًا، قال الله ﷿: ﴿إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس: الآية:٥١]، ويقال: قد أَعَقَّت الفرس فهي عَقُوق، ولا يقال مُعِقٌّ، وهي فرس عَقُوق، إذا انفَتَق بطنها واتسع للواد، وكل انشقاق فهو انعِقَاق، وكل شق وخرق فهو عَقٌّ، ومنه يقال للبرقة إذا انشقت: عَقِيقَة، وقد عَقَّ عن ولده يَعُقُّ عَقًّا، إذا ذبح عنه يوم أُسْبُوعِهِ، وقد عَقَّ أباه يَعُقُّهُ عُقُوقًا، ويقال: أَحْسَبَه، إذا أَكْثَرَ له، قال الشاعر:
ونُقْفِي وليد الحي إن كان جائعًا ... ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائع
أي نُكْثر له ونعطيه حتى يقول حَسْب، وقد قوله: عَطَاءً حِسَابًا أي كَثِيرًا، وقد حَسَبت الشيء أَحْسُبُه حِسَابًا وحُسْبانًا وحِسْبة، قال الله ﷿: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ [الرحمن: الآية:٥]، أي بحِسَاب، وقال الأسدي، أنشدنيه ابن الأعرابي:
يا جمل أسقاك بلا حِسَابَهْ ... سقيا مليك حَسَن الرِّبَابَهْ
١ صالح بن عبد الرحمن كاتب الوليد بن عبد الملك، كما في: "اللسان": قبر. ٢ هو الأجدع بن مالك الهمداني، كما في: "المقاييس.
1 / 172